بِسْم اللهِ الرَّحْمَـ’ـنِ الرَّحِيم ..
وَ الصَّلاةُ وَ السَّلامُ عَلَى’
أَشْرَفِ خَلْقِ الله مُحَمَّد بِن عَبْدالله ..
وَ عَلَى’ آلِهِ وَ صَحْبِهِ وَ مَنْ وَالاَهـ ..
وَ السَّلاَمُ عَلَيْكُم وَ رَحْمَةٌ الله وَ بَرَكَاتُه ..
أَمَّا بَعْد :
فَإِنَّ مِنَ الأُمُور السَّيِّئَه مَا يَحْدُث هَـ’ـذِهِـ الأَيَّام
مِن بَعْضِ الأَبْنَاء مِنَ عقُوق الوَالِدَيْن ..
وَ مَا نَلْحَظْهُ مِنْ قَطِيعَة الرَّحم بَيْنَ الأَقَارِب ..
وَ قَدْ يَتَسَائَل القَارِئ وَ يَقُول [ لَمْ أَرْمِي وَالِدَايَ فِي دَارِ العَجِزَهـ /
لَم أَرْفَع يَدي يَوْمًا عَلَى’ أُمِّي /
لَمْ أَصْرُخ يَوْمًا فِي
وَجْهِ وَالِدِي /
أَلْتَقِي مَع أَقَارِبِي فِي المُنَاسَبَات ] ..
.../
لَيْسَ هَـ’ـذَا المَقْصَد .. بَل إِنَّ السُّوء
يَقَع فِي أُمُور فِي نَظَرِكُم هِيَ أَقَل مِن أَنْ تُذْكَر ..
وَ كَمَا قِيل الكَلِمَه أَعْمَق مِنْ سَهْمٍ قَاتِل ..
إِنَّ كَثِيرًا مِنَ الأَبْنَاء ( اِنْعَزَلُوا ) عَن ا
لتَّواصُل مَعَ أَهَالِيهِم .. فَلَم يَعُد هُنَاك
اجْتِمَاع عَلَى’ سُفْرَهـ وَاحِدَهـ ،
وَ انْعَدَمَ الحِوَار .. وَ فِي المُقَابِل نَجِد العبُوس فِي وَجهِ الوَالِدَيْن
.. عَدَم الإِصْغَاء .. التَّأَفُف .. إِلخ ..
وَ مَا يُؤْلِم أَنَّ الشَّخْص لَهُ ( مَزَاج ) أَنْ يَنْظُر 24 سَاعَه
فِي هَاتِفِه لِأَجْل
[ whatsApp / BB / Twitter / وَ غَيْرهـ .. ] ..
وَ لَيْسَ لَهُ وَقْت أَنْ يَلْتَفِتَ لِحَالِ أَهْلِ بَيْتِه .،
وَ هَـ’ـذِهِـ النُّقْطَه لِلأَسَف تَشْمَل الآَبَاء وَ الأَبْنَاء ..
وَ إِنْ اِجْتَمَعَت العَائِلَه فِي بَيْتٍ وَاحِد فِي زِيَارَهـ /
مُنَاسَبَه تَرَى’ الصَّمْت يَعُم المُكَان وَ فَقَط تَتَحَرَّك تِلْكَ الأَصَابِع الَّتِي أَهَلَكَتْهَا
( الهَوَاتِف الذَّكِيَّه ) .،
حَقًا الحَيَاة كَانَت أَسْهَل عِنَّدَمَا كَانَ الـApple وَ الـBlackBerry مُجَرَّد فَوَاكه .،
وَ مِنْ نَاحِيَه أُخْرَى’ .. عِنْدَمَا تَخْرُج إِلَى’ الشَّارِع تَرَى’ النَّاس
مُؤَدَّبَه .. نِسَاء / رِجَال / أَطْفَال ..
فَهُم لَا يَكَادُون يَرْفَعُونَ رَأْسَهُم لِكَي يَروا مَا بِأَمَامهم ..
نَعَم إِنَّهُ الحَيَاء الَّذِي عَمَّ مُجْتَمعنا ..
فَرِقَابهم لاَ تَرْتَفِع .. فَأَعيُنهم
مَشْغُولَه بِمَا تَعْبَث بِهِ أَيْدِيهم .،
وَ لَعَلَّ الصُّورَهـ السَّابِقَه وَصَلَت اخْوَتِي فِي الله .،
وَ لاَ نُنْكِر وجُود الفَائِدَهـ مِن تِلْكَ الأَجْهِزَهـ لَـ’ـكِن كَيْف تَسْتخدمهَا ؟!.،
فَهِيَ ( لِلأَغْلَب ) أَصْبَحت مَضْيَعَه لِلوَقْت لاَ أَكْثَر ..
فَهَل يَسْتَحق هَـ’ـذَا الجِهَاز الَّذِي بِثَمَنٍ بَخْس أَنْ تُفَرِّطَّ فِي حَقِّ وَالِدَيْكَ .،!
وَ هَـ’ـذِهِـ الظَّوَاهِر وَ للهِ الحَمْد لاَ نَقُول (
مُنْتَشِرَهـ ) لَـ’ـكِنَّهَا فِي الحَقِيقَه بَدَأَت ( تَتَفَشَّى’ ) ..
قَالَ اللهُ تَعَالَى’ :
((وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا
إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا
وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا*وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ
وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)) .،
لَمْ يَطْلُب مِنْكَ أَحَد أَنْ تَحْمِل أَبَوَاكَ عَلَى’ ظَهْرِك
( مَع أَنَّهُ حَقَّهم ) ..
لَـ’ـكِن انْظُر قَلِيلًا فِي سلُوكِك وَ قَوِّم مِن نَفْسِك خَاصَّه مَعهم ..
وَ إِنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ اليَمَن حَمَلَ أُمَّه عَلَى’ عِتْقِه فَطَافَ بِهَا حَوْلَ الكَعْبَةِ وَ كَانَ يَقُول :
[ إِنِّي لَهَا بَعِيرهَا المُدَلَّل .. إِذَا ذَعَرَت رِكابهَا لَمْ أَذْعُر ] ..
ثُمَّ قَالَ لِـ ابن عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْه : [ أَتَرَانِي جَزَيْتهَا ] ..
فَأَجَاب : [ لَا .. وَ لاَ بِزَفْرَةٍ وَاحِدَهـ مِن زفرَات الوِلاَدَهـ ] ..
وَ قَالَ أَحَدُ السَّلَف : [ بَاتَ أَخِي يَقُوم الَّليل وَ بِتُ أُغَمِّزُ
قَدَمَ أُمِّي ، وَ لَيْلَتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ لَيْلَتِه ] ..
وَ كَانَ الإِمَامُ زَيْن العَابدِين كَثِير البِرِّ بِأُمِّ .. قِيلَ لَه :
[ إِنَّكَ مِنْ أَبَرِّ النَّاسِ بِأُمِّك ، لَـ’ـكِنَّنَا لَا
نَرَاكَ تَأْكُل مَعَها فِي طَبَق ؟ ] ..
فَرَّدَ عَلَيْهم : [ أَخَافُ أَنْ تَسْبَق يَدي
لُقْمَه تَشْتَهيهَا نَفْسهَا فَأَكُونُ عَقَقتهَا ] ..
هَـ’ـكَذَا كَانَ بِرُّهم فَلنَنْظُر مَا نَحْنُ فَاعِلُون ؟!،.
وَ الإِنْسَان دَائِمًا يَبْدَأ بِالخُطْوَهـ الأُولَى’ فِي مُعَالَجَة هَـ’ـذِهِـ الظَّوَاهِر ..
وَ يَتَخِّذ الخطْوَهـ بِعَزْم وَ لاَ يَخَاف أَنْ يَحل المُشْكِلَه بَل يُعَالجهَا كَي لاَ تَكْبر ..
سَوَاء كَانَت تَخصّه أَو بَيْته أَو مُجْتمعه .،
راق لـ ي ونقلته لكم